هيئة مشتركة للتعاون الاقتصادي بين السعودية وإقليم کوردستان

أنهى الوفد الاقتصادي السعودي مشاوراته واجتماعاته في أربيل، مع رئيس وأعضاء اتحاد الغرف التجارية والصناعية في إقليم كوردستان، بتوصل الجانبين إلى تشكيل هيئة مشتركة للتعاون الاقتصادي بين السعودية وإقليم كوردستان.

وأكد سامي بن عبد الله العبيدي، رئيس اتحاد الغرف التجارية السعودية، في ختام المشاورات، أن لقاءات الوفد السعودي مع المسؤولين في الإقليم وفي مقدمتهم رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني تركزت في المقام الأول على سبل توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الجانبين. وقال إن "قانون الاستثمار المعمول في إقليم کوردستان، يتيح فرصاً جيدة للاستثمار في الإقليم من قبل رجال الأعمال السعوديين، ونسعى جميعاً لتمكين القطاع الخاص من القيام بدور فاعل في مجال الاستثمار وتشكيل فرق عمل لتفعيل تلك الاستثمارات على أرض الواقع في القريب العاجل".

ورحب البارزاني بالوفد الضيف، وأعرب عن دعم حكومة إقليم كوردستان واستعدادها لتقديم كافة التسهيلات اللازمة للاستثمار وتشغيل رؤوس الأموال السعودية في الإقليم، وتعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق وإقليم كوردستان والسعودية، معرباً عن أمله في أن يشهد المستقبل القريب خطوات عملية لتنمية هذه العلاقات.
كما تم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة بدء الرحلات الجوية المباشرة بين إقليم كوردستان والسعودية، وفتح مصرف سعودي في إقليم كوردستان والعراق، واتفق الجانبان على عقد مؤتمر لهذا الغرض في إقليم كوردستان أو في السعودية، بمشاركة المستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال من السعودية والعراق وإقليم كوردستان والجهات الحكومية المعنية من الجانبين، وتشكيل لجنة مشتركة للمتابعة.

من جانبه، أكد د. دارا جلیل الخياط، رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية في إقليم کوردستان، أن الاجتماعات مع الوفد الاقتصادي السعودي تمثل الخطوة الأولى على طريق تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين. وأضاف: "لمسنا من أعضاء الوفد السعودي الرغبة الأكيدة في إنجاز مشاريع استثمارية في إقليم کوردستان، ونأمل في أن تترجم تلك الرغبة إلى مشاريع عملية على أرض الواقع في القريب العاجل، وستكون الأولية في تلك المشاريع بمجالات الزراعة الصناعة والتجارة، سيما وأن هناك تعاونا كبيرا بين العشرات من الشركات السعودية وبين إقليم کوردستان في الوقت الراهن، لذا نتطلع إلى تطوير ذلك التعاون نحو إنجاز مشاريع استثمارية كبيرة في القطاع الخاص".

وقال الخياط "تربطنا بإخوتنا في السعودية روابط كبيرة تاريخية واقتصادية، ونحن نتمنى أن تستثمر هذه العلاقات على المستوى البعيد، ونطمح لأن نرى مختلف المنتجات السعودية هنا في مدن الإقليم، وكما نطمح أيضاً لوجود سعودي تجاري صناعي قوي".

بدوره، قال رئيس مجلس الاعمال السعودي- العراقي محمد الخريف، في كلمة ألقاها بمستهل الاجتماع المشترك بين الجانبين: "نريد أن نرى منتجات إقليم کوردستان في الأسواق السعودية، وبالذات المن والعسل، ونؤكد بأن أسواق المملكة مفتوحة أمام منتجاتكم، فوفدنا يضم نخبة من أبرز رجال الأعمال وأصحاب الخبرة والكفاءة المتطلعين إلى الحصول على فرص استثمارية جيدة في الإقليم".

مؤكداً "أن منفذ عرعر الحدودي بين العراق والسعودية سيفتح بشكل رسمي في غضون عشرة أشهر، لكي تتدفق البضائع والسلع بين البلدين وإقليم کوردستان بسلاسة، وأن الجهود جارية لفتح مزيد من المنافذ الحدودية بين البلدين، وتعزيز المعاملات المصرفية".

من جهته، قال فيصل حروش الجربا، نائب رئيس شركة نامية الدولية: نعتزم الاستثمار في إقليم کوردستان، في مجالات عديدة منها تقنية المعلومات، وتطوير القطاع الخدمي والمطاعم. وأضاف "أتوقع أننا سنترجم تفاهماتنا مع الإقليم إلى مشاريع ملموسة على الأرض خلال أشهر قليلة وبرؤوس أموال هائلة".

أبدى عضو لجنة النقل البري بالغرفة التجارية في الرياض، عضو مجلس الأعمال السعودي العراقي، مدير عام شركة أبناء زيد أبوحيد للنقليات، علي بن زيد أبوحيد، إعجابه بالتنظيم والترتيب، والانضباط في جميع الأعمال، إلى جانب المشاريع القائمة والجودة في إتمامها، وهو ما يعطي انطباعاً للمستثمرين بأن الأمور تسير نحو الأفضل، خلال زيارته ضمن وفد الغرف السعودية وأصحاب الأعمال السعوديين لإقليم كوردستان.
يذكر أن الوفد السعودي الذي ضم 35 من كبار رجال الأعمال والمستثمرين، قد وصل أربيل يوم 23 تموز 2018 بمعية سفير السعودية لدى بغداد، في زيارة هي الأولى من نوعها، لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، بناء على رغبة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.