استقبل رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي محمد ثنيان الغانم رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية لإقليم كوردستان العراق دارا جليل الخياط، الذي زار الغرفة بمعية وفد من أصحاب الأعمال.
وفي بداية اللقاء، رحب الغانم بضيفه، مشيرا إلى ما يربط البلدين الشقيقين من علاقات تجارية واستثمارية عميقة، ومؤكدا أن العراق يعتبر من أهم الشركاء التجاريين في المنطقة. وأضاف أن قطاع الأعمال الكويتي يتطلع إلى الفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة في إقليم كوردستان العراق، الذي يعتبر من الأسواق التي يستهدفها المستثمر الكويتي، نظرا لما تحتاجه من مشاريع تنموية كبرى في شتى المجالات، وكذلك لامتلاكها عددا من المقومات التي تجعلها وجهة اقتصادية واعدة، لافتا إلى استعداد الغرفة لتسخير كل امكاناتها لاتحاد الغرف لإقليم كوردستان في سبيل توطيد العلاقات الاقتصادية وفتح آفاق جديدة للتعاون.
عقب ذلك، تمت إقامة لقاء بين أصحاب الأعمال من الجانبين الكويتي والكردستاني، حيث ترأس الجانب الكويتي عضو مجلس ادارة الغرفة فهد يعقوب الجوعان بحضور عدد من الشركات الكويتية. وألقى الجوعان كلمة افتتاحية رحب فيها بالوفد الكردستاني، مؤكدا أن التعاون بين الكويت واقليم كوردستان العراق يعتبر هدفا استراتيجيا يفرض بذل مزيد من الجهود المكثفة لتعميق التفاهم، واستيعاب ما تمليه المصالح المشتركة.
وأضاف أن قطاع الأعمال الكويتي يتابع التطورات التي شهدها اقليم كوردستان العراق في مجالات الاقتصاد والبنى التحتية وكذلك القطاع العقاري، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بخطوط الشحن وانتقال السلع في ما بين البلدين للاستفادة من الامكانات التي يمتلكها إقليم كوردستان في قطاعات الزراعة، النفط، الصناعة، والسياحة.
وأشاد الجوعان بالجهود التي تبذل على الصعيد السياسي من خلال إقامة عدة زيارات رفيعة المستوى في السنوات السابقة، والتي تم من خلالها توقيع اتفاقيات مشتركة في مجالات التعاون الدبلوماسي، النقل، التعليم والثقافة، والاقتصاد، مشيرا إلى أن افتتاح قنصلية للكويت في أربيل يعد مؤشرا كبيرا على الاهتمام الذي توليه القيادة الكويتية لإقليم كوردستان العراق.
من جانبه، شكر دارا جليل الخياط الغرفة على حسن تنظيمها لهذا اللقاء، وتطرق الى الجانب التاريخي الذي يتمتع به اقليم كوردستان العراق، مؤكدا وجود خطط ومشاريع تنموية جادة تجعلها الاكبر في منطقة الشرق الأوسط من خلال تواجد العديد من الشركات العالمية، داعيا المستثمر الكويتي إلى المشاركة في هذه المشاريع، خصوصا بعد صدور عدد من القوانين الاستثمارية الجاذبة لأصحاب الأعمال.
وأكد أن هدف هذه الزيارة هو توثيق عرى التعاون بين القطاعين الخاص الكويتي والكوردستاني وبحث عمل شراكات استثمارية وتجارية، مشيرا إلى أن أن اقليم كوردستان يزخر بموارد طبيعية كبيرة كالمياه، الزراعة، النفط وغيرها.
وقام بعد ذلك ممثل هيئة تشجيع الاستثمار محمد الصباغ شرحا مفصلا عن المناخ الاستثماري الكويتي، والدور الذي تقوم به هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في سبيل جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية إلى الكويت، بما فيها إمكانية تملك المستثمر مشروعه بنسبة 100%، مستعرضا الإمكانات التي توفرها الكويت للمستثمرين الأجانب من أراض وخدمات وبنية تحتية، وكل ما يمكن ان يسهل عمل المشروع، إلى جانب منح إعفاءات ضريبية وجمركية على المعدات وأدوات تنفيذ المشروع. ثم تم إفساح المجال لأصحاب الأعمال من الجانبين الكويتي والكوردستاني للنقاش العام وعمل لقاءات ثنائية.
أما السید دارا الخياط، فأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية موجودة بين الطرفين، مبديا رغبته بتطويرها على مختلف الأصعدة، ومعربا عن أمله في أن تكون هذه الزيارة بداية عمل وخير للطرفين. وقدم شرحا مفصلا عن المزايا التي يمنحها قانون الاستثمار في الإقليم للمستثمر العربي والأجنبي، مبينا أن الإقليم لديه مساحات واسعة وأراض صالحة للزراعة، مع توفر المياه والكهرباء، منوها بأنه يمكن إقامة مصانع، إلى جانب توفر ثروات طبيعية كبيرة، بالإضافة إلى إمكانية تطوير العلاقات في قطاع السياحة والصحة والتعليم، ومبديا رغبة الوفد في الاستفادة من الخبرات الكويتية والفرص الاستثمارية الموجودة في الكويت.
وأضاف الخياط أن إقليم كردستان يمكنه أيضا الاستفادة من الموانئ الكويتية في استيراد البضائع، ومن الطرق البرية الموجودة لإنعاش التجارة بين الطرفين. وشرح رئيس وفد الإقليم مزيا الاستثمار في كوردستان من خلال القانون الذي صدر في العام 2006، الذي يعامل المستثمر الأجنبي مثل المحلي، بحيث يمكنه تملك المشروع بنسبة 100% مع إعفاءات جمركية على التجهيزات والمعدات المستوردة، إلى جانب منح إعفاءات ضريبية للسنوات العشر الأولى بعد بدء المشروع بالعمل، وبنسبة 9% فقط، واصفا ذلك بأنه الأفضل في المنطقة.
وأكد أن قانون الاستثمار في الإقليم يمثل ضمانة للمستثمر، ويمكنه من تملك عقار سكني بدون دفع ضرائب عليه، ويتيح للمستثمر إخراج أرباحه دون عقبات، كما يمكنه من بيع مشروعه جزئيا أو كليا سواء لمستثمر محلي أو أجنبي دون عقبات.
وفي نهاية اللقاء، قدم الخياط شكره العميق لغرفة التجارة على حسن الاستقبال والتنظيم، داعيا غرفة تجارة وصناعة الكويت لزيارة إقليم كوردستان العراق، من خلال تشكيل وفد من أصحاب الأعمال والشركات الكويتية للاطلاع عن كثب على الفرص الاستثمارية المتاحة.
بعد لقاءه مع وزير التجارة والصناعة الكويتي
دارا جليل الخياط: بحثنا إمكانية فتح خط طيران مباشر بين الكويت وأربيل
هذا واجتمع الوفد الكوردستاني مع وزير التجارة والصناعة خالد الروضان، وتم البحث عن تسهيل دخول البضائع والمنتجات بين البلدين وأبرز التحديات التي تعوق تسهيل العمل التجاري والاقتصادي بين الطرفين، وأهمية موقع ميناء مبارك الكبير في انعاش وتسهيل العمل التجاري والاقتصادي وزيادة الاستثمارات المشتركة بين دولة الكويت والعراق.
ورأى الروضان في تصريح صحافي عقب اللقاء أن الاجتماع يعد بداية لفتح العديد من المجالات الاستثمارية بين البلدين وبحث سبل تنمية علاقات التعاون القائمة في كل المجالات.
من جانبه أكد دارا جليل الخياط امكان منح الشركات الكويتية الراغبة للاستثمار في إقليم كردستان العراق امتيازات خاصة من ناحية التملك بنسبة 100% علاوة على تسهيل الاجراءات الجمركية. ولفت إلى وجود تعريفات جمركية عراقية جديدة تم تثبيتها في السنة الماضية سهلت العديد من الجوانب التي تختص بدخول وخروج البضائع التجارية مؤكدا في الوقت نفسه أنها ستساهم في تعزيز العلاقات التجارية مع الدول المجاورة.
وذكر انه بحث مع الوزير الروضان امورا متعلقة بتسهيل وتطوير العمل التجاري بين الجانبين وإمكانية فتح خط طيران مباشر من قبل الخطوط الجوية الكويتية لمحافظة أربيل عاصمة الإقليم.
يذكر ان الوفد الكوردستاني يقوم بزيارة رسمية لدولة الكويت يلتقي خلالها عددا من المسؤولين لبحث تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.